اسباب سقوط الاندلس وعلى يد من سقطت

اعلان 780-90

اسباب سقوط الاندلس وعلى يد من سقطت


لقد فتحت الأندلس على يد المسلمون في العام الثاني والتسعون هجرياً ، وبعد ذلك الفتح انتشر الإسلام في كافة أرجاء البلاد ، فأقام المسلمون في الأندلس دولة ظلت لمدة ثمانين سنة ، وكان عبد الرحمن الناصر هو خليفة المسلمين وقتها ، ومما يذكره المؤرخون في كتبهم أن الأندلس كانت واحدة من أكثر دول العالم من حيث التحضر والثقافة والرقي ، فقد عاش فيها المسلمون بسعادة وعلو وغنى ، وقد امتازت تلك المدينة بخصوبة أراضيها ، فضلاً عن وفرة مياهها العذبة واعتدال مناخها ، وفي هذا اليوم سوف نقدم لكم اسباب سقوط الاندلس وعلى يد من سقطت.

الأندلس:

للأسف قوة المسلمون لم تدم على الأندلس ، فقد تضاءل حكمهم حتى انحصر بمملكة غرناطة فقط ، وفي العام ألف وأربعمائة واثنين وتسعون قد سقطت مدينة غرناطة ، وهذا بعد أن وقع الملك وقتها أبي عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع الملكين الكاثوليكيين وكانا اسمهما فرديناند وإيزابيلا ، ومنذ سيطرتهما على البلاد انتشرت محاكم التفتيش التي كان دورها حرق كل ما هو مسلم في البلاد.
وذلك التاريخ يعد نهاية الوجود الإسلامي في بلاد الأندلس ، ونشير هنا لأن سقوط الأندلس قد ظل قرون كثيرة حتى ضاعت كلها من قبضة المسلمين ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على طول نفس أعداء الإسلام ، قد ظلوا يزعزعون كيان الدولة الأندلسية حتى صارت في يد أعداء الإسلام.

الأسباب وراء سقوط الأندلس:

  1. الترف وانشغال الأمراء وحكام البلاد وقتها على إنفاقهم في الملبس والمسكن والمأكل ولم يكونوا يهتموا كثيراً خاصةً بالآونة الأخيرة قبل سقوط البلاد في الدفاع عن الأرض.
  2. الانحراف والبعد عن شرع الله عز وجل وعن المنهج الإسلامي القويم ، فقد انتشر الخمر في البلاد ولم يكن يتم محاسبة شاربها ، كما أن الغناء والموسيقى واللهو والجواري وتسابق الأمراء بتقريب الفسقة منهم كان من أسباب سقوط المدينة.
  3. تخلف العديد من علماء الدين عن دورهم الدعوي ، وقد كان كل همهم هو المسائل الخلافية وقد تجاهلوا تماماً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الجهاد.


سقوط طليطلة:

لقد تعرضت المدينة لهجمات كثيرة للغاية من قبل النصارى الذين عاشوا إبان عهد فرناندو الأولى ، فضلاً عن عهد ابنه ألفونسو السادس ، ذلك بالإضافة للمشاكل والنزاعات التي كانت متبادلة بين ملوك الطوائف بالأماكن المجاورة للمدينة ، فعلم النصارى وقتها بأن مدينة طليطلة تعد واسطة العقد بالأندلس.
وأن سقوط المدينة سوف ينجم عنه سقوط قرطبة وغرناطة وإشبيلية ، وكافة المدن التي يسيطر عليها المسلمون ، وبالفعل هذا ما حدث فقد سقطت المدينة في أيديهم في شهر صفر من العام أربعمائة وثمانية وسبعون هجرياً ، وقد دخل ملك قشتالة وقتها ألفونسوا السادس لها.
وعليه خرجت من تحت أيدي المسلمين وصارت عاصمة للنصارى ، وقد اهتز العالم كله والعالم الإسلامي على وجه الخصوص بالمشرق والمغرب على خبر سقوطها ، وقد أخذ الشعراء يصورون هذا الأمر ، وكتبوا في رثاء الأندلس ما يبكي الحجر.

اجمل ما قيل عن سقوط الأندلس:

    لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
    فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
    هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
    مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
    وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
    وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
    يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتمًا كُلَّ سابِغَةٍ
    إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
    وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو
    كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
    أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
    وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
    وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ
    وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
    وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
    وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
    أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ
    حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
    وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ
    كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
    دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ
    وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
    كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ
    يَومًا وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
    فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
    وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
    وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
    وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
    دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ
    هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
    أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت
    حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
    فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ
    وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
    وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم
    مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
    وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ
    وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ
    قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما
    عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
    تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ
    كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
    عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ
    قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
    حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما
    فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
    حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ
    حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
    يا غافِلًا وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ
    إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
    وَماشِيًا مَرِحًا يُلهِيهِ مَوطِنُهُ
    أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ
    تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها
    وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ
    يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ
    أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا
    يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً
    كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ
    وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً
    كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ
    وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ

logo
موقع مختص بكل ما هو غريب ومفيد وممتع من حقائق واسرار تكشف لاول مرة للقارئ مع معلومات مفيدة وغريبة
  • فيسبوك
  • تويتر
  • انستغرام
  • اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

    مواضيع ذات صلة

    فتح التعليقات
    إغلاق التعليقات

    0 الرد على "اسباب سقوط الاندلس وعلى يد من سقطت"

    إرسال تعليق

    اعلان اعلى المواضيع

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 1

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 2

    header ads

    اعلان اسفل المواضيع

    header ads