في أي عصر ظهرت المعلقات؟ متى، وأين؟
تعرف المعلقات بأنها مصطلح أدبي يُطلق على بعض القصائد المختارة لأشهر شعراء الجاهلية، وتمتاز هذه القصائد بقوة ألفاظها المُستخدمة، وثراء معانيها، وتنوّع فنونها وشخصيّة قائلها، وقد قام راوية الكوفة حماد الراوية باختيارها وجمعها، وقد قيل أنَّ عددها سبع مُعلّقات، ولكن هناك رواية تقول أنَّها عشر مُعلّقات، وتختلف أسباب تسمية المعلقات باسمها، ولكن من الأسباب المذكورة أنها كانت مستحسنة عند العرب حيث كانوا يكتبونها بماء الذهب، والسبب الثاني فهو يقع بين القبول والرفض بين الباحثين، وهو أنّها كانت تُعلّق على ستار الكعبة.
في أي عصر ظهرت المعلقات؟
يعود تاريخ أقدم ما وصلنا من الشعر الجاهلي إلى ما قبل ظهور الإسلام بـ 150 سنة تقريباً، ومن أقدم الشعراء الذين وصلت إلينا دواوينهم، أو بعض أشعارهم وينتسبون إلى هذه الفترة امرؤ القيس، وتعد المعلقات من أكثر قصائد الشعر الجاهلي شهرة، وتسمى هذه المعلقات بأسماء أخرى منها؛ المذهبات، والمشهورات، والسموط (وهو أقدمها)، وغيرها، ولكن اسم المعلقات هو الأكثر شهرة، وتميزت المعلقات بمقومات الفن التي أعطتها تميزاً ملحوظاً في النتاج الشعري في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، كما أن هذه المعلقات بقيت متحفظة بمكانتها الأدبية على امتداد التاريخ الأدبي.
المعلقات العشر
في ما يلي ذكر لبدايات المعلقات العشر المعروفة:
معلقة امرئ القيس بن حجر:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَـنُـوبٍ وشَمْـألِ
تَرَى بَعَـرَ الأرْامِ فِي عَرَصَاتِـهَا وَقِـيْـعَـانِـهَـا كَــأنَّـهُ حَــبُّ فُـلْـفُـلِ
كَأنِّي غَدَاةَ الـبَيْـنِ يَـوْمَ تَحَـمَّـلُـوا لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
معلقة طرفة بن العبد:
لِخَــولـة أطْــلالٌ بِــبُرقَة ِ ثَهمَدِ تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم يَـقـولـونَ لا تَـهـلِك أَسـىً وَتَـجَـلَّدِ
كَــأَنَّ حُــدوجَ المــالِكيَّةِ غُدوَةً خَلايـا سَـفيـنٍ بِالنَـواصفِ مِن دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي
معلقة زهير بن أبي سلمَى:
أَمِــنْ أُمِّ أَوْفَــى دِمْـنَـةٌ لَـمْ تَكَلَّـمِ بِـحَــوْمَـانَـةِ الــدُّرَّاجِ فَالـمُـتَـثَـلَّـمِ
ودَارٌ لَـهَـا بِالـرَّقْـمَـتَـيْـنِ كَأَنَّـهَـا مَرَاجِيْـعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ
بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَـعْـدَ تَـوَهُّــمِ
معلقة لبيد بن ربيعة:
عـفتِ الـديارُ مـحـلُّهـا فـمُقـامُهَا بمنىً تأبَّــدَ غَـوْلُهـا فَـرِجَـامُهَـا
فـمـدافعُ الـرَّيَّـانِ عرِّيَ رسْـمُها خلقاً كما ضمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
دمَنٌ تَـجَـرَّمَ بـعدَ عَهْـدِ أنِـيـسِهَا حِـجَـجٌ خَلَوْنَ حلالُهَا وحَرَامُهَا
رزقَتْ مرابيعَ النُّجومِ وصابَهَا ودقُ الرواعدِ جوْدُهَا فرهامُها
معلقة عنترة بن شداد:
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّه فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّم وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُن بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّم
معلقة عمرو بن كلثوم:
أَلاَ هُبِّـي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِـينَـا وَلاَ تُــبْـقِـي خُــمُـورَ الأَنْـدَرِينَــا
مُشَعْـشَعَةً كَـأَنَّ الحُـصَّ فِـيهَـا إِذَا مَـا الـمَاءُ خَالَـطَهَا سَـخِـيـنَــا
تَجُورُ بِذِي اللَبَانَةِ عَـنْ هَــوَاهُ إِذَا مَـا ذَاقَــهَــا حَـتَّــى يَلِــيـــنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحِ إِذَا أُمِرَّتْ عَـلَـيْــهِ لِـمَـالِــهِ فِـيـهَــا مُـهِـينَـا
معلقة الحارث بن حلزة اليشكري:
آذَنَـتــنَـا بِــبَــيــنــهــا أَســمَــــاءُ رُبَّ ثَـــاوٍ يَـمَلُّ مِنهُ الثَّـواءُ
بَـعــدَ عَـهـدٍ لَـنـا بِـبُــرقَةِ شَمَّـاءَ فَــأَدنَى دِيَارِها الخَـلـْصَـاءُ
فَـالـمـحيّـاةُ فَـالصـّفاجُ فَـأعْـنَـاقُ فِــتَاقٍ فَـعـاذِبٌ فَـالـوَفــــاءُ
فَــريَـاضُ الـقَـطَـا فَـأوْدِيَـةُ الشُـ ــربُـبِ فَـالشُعبَتَانِ فَالأَبْلاءُ
معلقة النابغة الذبياني:
يـا دارَ مَـيّـة بـالعَلـيْاءِ فالسَّـنَد أقْوَتْ وطَالَ عليها سالفُ الأَبَدِ
وقفـتُ فـيها أُصَيلا كي أُسائِـلُها عَيَّتْ جَوابًا وما بالرَّبعِ مِن أحَدِ
إلاّ الأواريَّ لأيًا ما أُبَـيّــنُهَـا والنُّؤيُ كالحَوْضِ بالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رُدَّتْ عـليَـهِ أقاصيه، ولَبَّدَهُ ضَرْبُ الوليدةِ بالمِسْحاة ِ في الثَّأَدِ
معلقة الأعشى (ميمون بن قيس):
ودّعْ هريــرةَ إنْ الركبَ مرتــحلُ وهلْ تــطــيــقُ وداعــاً أيــهـا الـرّجـلُ
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْـيَتَـهَا مِنْ بَيْــتِ جارَتِــهَا مـرّ الــسّــحـابـةِ لَا ريــثٌ ولا عـجــلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ كــمـا اسـتَـعَـانَ بـرِيـحٍ عِـشـرِقٌ زَجِلُ
معلقة عبيد بن الأبرص:
اقـفَـرَ مِـن أَهــــلِـهِ مَلْـحـوبُ فـالـقُــــطـبـيَّــات فـالـذَّنـــوبُ
فَــراكِـــسٌ فــثــُعَــيــلٍبـــــاتٌ فَــذاتَ فَــرقَــيـنِ فـالـقَــلِـيـبُ
فَــعَـــرْدةٌ ، فَــقَــفـــا حِـــبِــرٍّ لَـيــسَ بِــها مِـنـهُــمُ عَـــريبُ
وبُـدِّلَــتْ أهْـلِـهـا وُحـوشًـا وغًــيَّـرتْ حـالَـهـا الخُطُــوبُ
معلومات وحقائق أخرى عن المعلقات
في ما يلي يوجد العديد من المعلومات والحقائق عن المعلقات:
تبدأ المعلقات عادة بذكر الأطلال وتذَكُّر ديار محبوبة الشاعر.
من الأدباء الذين بذلوا جهدًا في شرح المعلقات:
- أبو عمر الشيباني.
- أبو بكر الأنباري.
- أبو جعفر النحاس.
- الزوزني.
- الخطيب التبريزي.
من الخصائص المعنوية للمعلقات:
- الصدق.
- البساطة.
- النزعة الوجدانية.
- القول الجامع.
- الإطالة والاستطراد.
- الخيال.
من الخصائص اللفظية للمعلقات:
- غرابة الألفاظ وجزالتها.
- سلامة التركيب وبلاغة الأداء.
- العناية والتنقيح.
المصدر: موقع حضارات
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد
0 الرد على "في أي عصر ظهرت المعلقات؟ متى، وأين؟"
إرسال تعليق