جزيرة بوفيليا أو جزيرة الموت الأسود في إيطالي
جزيرة إيطالية ُعرف عنها سوء السمعة فهي تسمى “جزيرة “الموت الأسود”، وبعضهم يطلق عليها اسم “جزيرة الأشباح”، بسبب كثرة الموت الذي قد شهدته، فقد دفن فيها أكثر من 160 ألف شخص، وتقع الجزيرة على الساحل الممتد بين مدينتي البندقية وجزيرة ليدو في شمال بحيرة البندقية أو البحر الأدرياتيكي، وتبلغ مساحتها 17 ألف فدان فقط.
تاريخ الجزيرة
شهدت هذه الجزيرة على الكثير من الحروب التي حدثت في إيطاليا كما تنازعت عليها مدينتي جنوى والبندقية، وفي عام 421 م كانت من الأراضي التي لجأ إليها الناس هرباً من بطش البرابرة وغزواتهم المتكررة في مدينة بادوفا.
وفي القرن التاسع ازدهرت الجزيرة وبدأت تعج بالحياة ويتوافد إليها آلاف الأشخاص، ليتم بناء الكنائس إلى جانب بناء مستشفى للأمراض العقلية، وعددٍ من المبان الأخرى.
انتشار مرض الطاعون
بين عامي 1348 و1350 م حلّت اللعنة على الجزيرة، لتصبح مقبرةً لمرضى الطاعون، ففي تلك الفترة إجتاح الطاعون أوروبا كلها، ليصاب في إيطاليا فقط أكثر من 160 ألف شخص، لتحتار السلطات بكيفية التصرف بهم ليقرروا في النهاية دفنهم على هذه الجزيرة الصغيرة، التي أصبحت الملاذ الوحيد أمامهم بعد أن غصت الشوارع والمنازل بأجساد الوفيات ، كما عمدت السلطات إلى حجر المصابين أيضاً بداخلها، ويقال بأنه قد تم حرق الكثير من المرضى فيها وهم على قيد الحياة.
لتتحول الجزيرة فيما بعد لمكانٍ لتخزين الأسلحة في عهد القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابارت وذلك في الفترة الممتدة على آواخر القرن الثامن عشر.
مستشفى الأمراض العقلية الموجود في الجزيرة
في العام 1922 تم بناء مستشفى الأمراض العقلية، ليصبح مركزاً صحيا لكبار السن والمجانين، وقد عمل بداخله الكثير من الأطباء ولكن أغلبهم لم يستطع الاستمرار في عمله وفروا هاربين، بسبب رؤيتهم للأشباح في الليل وهي تتجول داخل ممرات المستشفى وسماعهم لأصوات مزعجة تأن بها الأرواح التي أحرقت وهي على قيد الحياة عندما أصيبت بمرض الطاعون.
كما أن هنالك بعض الروايات تقول بأن طبيباً قد انتحر فيها، وألقى بنفسه من أعلى المستشفى، بسبب شعوره بالذنب وتأنيب الضمير، فقد كان يعذب المرضى ويجري عليهم عمليات غير شرعية لا يمكن تصورها، لتلاحقه الأرواح الشريرة القاطنة في الجزيرة وتتسبب بانتحاره.
الجدير بالذكر أنه لم يجرأ أحد من أهالي المناطق المجاورة من الدخول إلى الجزيرة أو استكشافها، بل اقتصر الأمر على زيارات المغامرين من السياح الأجانب، وعلى اقتراب الصيادين منها بهدف صيد الأسماك ولكن غالبا ما كانت تعلق العظام بشباكهم بدل الأسماك وذلك لكثرة الموت الذي شهدته الجزيرة فهي حقا جزيرة”الموت الأسود” الملعونة.
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد
0 الرد على "جزيرة بوفيليا أو جزيرة الموت الأسود في إيطالي"
إرسال تعليق