فوائد البروبيوتيك - البكتيريا النافعة

 لطالما يقفز إلى أذهاننا صور الكثير من الأمراض والأوبئة عند البدء بالحديث عن البكتريا او اى من الكائنات الدقيقة الأخرى مثل الفيروسات اوالفطريات او الطفيليات. حسنا؛ هذه حقيقة منقوصة!

ربما أتفق معك- عزيزى القارئ- ان الكثير من انواع البكتريا هيا انواع ضاره فى طبيعتها وتسبب انواع شتى من الأمراض الى الإنسان. لكن؛ على الجانب الأخر هناك بعض انواع البكتريا لاتؤذى الإنسان ولاتسبب له أى من الأمراض بل والاهم من ذلك ان هناك بعض الأنواع الاخرى التى تفيد الإنسان وتحمية أيضا من الأمراض! والان لمحاولة فهم تلك المعضلة دعنا نقوم بوضع بعض المفاهيم التى ستوضح الأمر بالنسبة لنا.

جميع الكائنات الحية تحتاج الى مركبات عضوية (مثل النشويات - الدهون - البروتينات) وذلك إما لتكسيرها وإخراج الطاقة المخرنة بداخلها لتستخدمها فى القيام بالعمليات الحيوية المختلفة (عن طريق عملية تسمى الهدم Catabolism) او أنها تقوم بإدخال تلك المركبات فى أجسامها من أجل النمو وتعويض التالف من أنسجتها (عن طريق عملية إسمها البناء Anabolism) والبكتريا حالها كحال جميع الكائنات الحية تحتاج إلى تلك المواد الأساسية.

تنقسم البكتريا الى نوعين اساسين

• بكتريا ذاتية التغذية ( Autotrophic Bacteria ): هذا النوع من البكتريا يسلك سلوك النباتات حيث يقوم بإنتاج المواد العضوية (مثل النشويات- الدهون- البروتينات ) من مواد أولية مثل الماء (H2O (وثانى اكسيد الكربون ( CO2) ولذلك فهوا نوع مستقل بذاتة ولايحتاج للتطفل على جسم الإنسان (او غيرة ) للحصول على المواد العضوية. ومن ثم؛ فإن هذا النوع لايسبب أمراضا للإنسان ولايتفاعل معه فى علاقة مباشرة.
• بكتريا غير ذاتية التغذية (heterotrophic Bacteria): لايستطيع هذا النوع إنتاج المواد العضوية بنفسة ولذلك يلجأ الى كائنات اخرى تسمى بالعائل لتوفير المواد العضوية التى يحتاجها . وهذا النوع هوا الذى يسبب أمراضا للإنسان او يتفاعل معه فى علاقة مباشرة كما سنوضح الأن.

ترتبط البكتريا بالعائل (مثل الإنسان) عن طريق ثلاث علاقات أساسية

• علاقة تطفل (Parasitism): فى هذة العلاقة تقوم البكتريا بالإعتماد على الإنسان فى توفير بيئة مناسبة للغذاء والنمو كما تسبب له الكثير من الأضرار بما تفرزة من إنزيمات وسموم وماتحملة من بروتينات من شأنها مهاجمة جهاز المناعة. ( إذا فى هذه العلاقة البكتريا تستفيد والإنسان يتضرر).
• علاقة التعايش (Commensalism): فى هذه العلاقة تعتمد البكتريا على الإنسان فى توفير بيئة مناسبة للغذاء والنمو ولكنها لاتسبب له أى أضرار " البكتريا تستفيد والإنسان لايتضرر".
• علاقة تبادل المنفعة  (Mutualism): هذة هى اهم علاقة سنقوم بالحديث عنها لأنها تضمن المنفعة للطرفين؛ حيث يقوم فيها الإنسان بتوفير الملجأ اللازم للكبتريا من أجل الغذاء والنمو والتكاثر وتقوم بالبكتريا بدورها بالكثير من الفوائد للإنسان.
• بعد أن فهمنا ان العلاقة بين البكتريا والعائل- مثل الإنسان- لاتقتصر فقط على التطفل وتسبب الأمراض؛ يمكننا الأن ان نتوقع ان هناك بعض العلاقات التى يكون فيها منفعة متبادله بين الإنسان والبكتريا.

فوائد البكتريا على الإنسان

فوائد بكتريا البروبيوتيكس (Probiotics) : هناك مجموعة من البكتريا تسمى البروبيوتكس او البكتريا الصديقة للإنسان " Friendly bacteria  "؛ هذا النوع من البتكريا يتواجد على الكثير من الأماكن فى الجسم ولكنه يتركز بشكل أساسى فى الجهاز الهضمى ويقوم بالعديد من الفوائد منها :-

• تنظيم حركة القولون والتخلص من الفضلات: تقوم هذة البكتريا بتكسير بعض الكربوهيدرات التى لم يتم هضمها فى الأمعاء الدقيقة (مثل النشا والسليلوز) وإنتاج الطاقة التى تساعد القولون فى القيام بالعمليات الحيوية وتسهيل التخلص من فضلات الطعام. هذا بالإضافة إلى إنتاج بعض الأحماض الدهنية التى تحافظ على خلايا القولون وتحميها من التلف وتساعد فى تجديدها وبقاءها فى حالة صحية سليمة.
• إنتاج بعض الفيتامينات: يلعب فيتامين K دورا حيويا فى تنشيط بعض عوامل التجلط ؛ هذة العوامل مسؤله عن تكون الجلطة ومنع النزيف الدموى وذلك من أجل حماية الجسم من فقدان كم كبير من الدم والتعرض للكثير من المضاعغات، هناك عدة صور كيميائية من فيتامين K وأحد هذة الصور الأساسية تنتجة بكتريا تعيش فى الجهاز الهضمة الخاص بالإنسان بعد الشهر الأول من الولادة ولذلك ينصح بإعطاء الطفل المولود فيتامين K  فى أول شهر من الولاده لحين ان تنضج تلك البكتريا وتقوم بتصنيعة.
• حماية الجسم من البكتريا الضارة: لربما أحد أكثر الحقائق جمالا فى هذا العلم هى قيام بعض البكتريا بحماية الإنسان من بنى جنسها! الأمر- عزيزى القارئ- يعتمد على القاعدة التى سردناها سابقا عندما وضحًنا ان البكتريا تقوم بمهاجمة الإنسان للحصول على الغذاء اللازم لها. والأن لنتفترض أن هناك بكتريا من النوع X قامت بمهاجمة الجهاز الهضمى للإنسان؛ ستتفاجئ بالبكتريا النافعة موجودة بالفعل داخل الجهاز الهضمى الخاص بك ومن ثم فالبيئة لن تكون صالحة لها لأنها ببساطه تحت سيطرة نوع اخر. الأمر أشبة بمحاولتك للحصول على شقة فى مكان ما فإذا كان هذة الشقة فارغة تماما فستجد الفرصة سانحة ان تسكن انت فيها ولكن إذا كانت هذه الشقة يسكنها أحد فلن تستطيع إخراج المستأجر والجلوس مكانة. هذا بالإضافة إلى ان بعض انواع البكتريا تفرز بعض السموم التى تقوم بمهاجمة الأنواع الأخرى وذلك حتى لاتشاركها البيئة الخصبة الخاصة بها. أليس من الجميل مشاهدة أحدهم يدافع عنك بتلك الجرأة؛ فقط من اجل القليل من الغذاء الزائد أصلا عن حاجتك ؟!

يظهر تأثير هذا الأمر بوضوح عند التناول الخاطئ لجرعات كبيرة من المضادات الحيوية والتى بدورها تقوم بالقضاء على البكتريا النافعة فتسمح بدخول البكريا الضارة وتسبب بعض الأمراض والتى من أشهرها هوا الإسهال ونوبات التعنية التى تصاحب بعض انواع المضادات الحيوية.

• تنشيط جهاز المناعة: نعم؛ هناك الكثير من الفوائد للبكتريا النافعة لكن دعنا لاننسى أنها بكتريا وكائنات مستغلة قبل كل شئ هذه هى الرساله التى يعلنها جهازك المناعى طوال فترة بقاء تلك البكتريا حيث ان هذة الأنواع من البتكريا تحفز الجهاز المناعى بإستمرار على إنتاج الأجسام المضادة والبروتينات التى تنظم عملة؛ وذلك حتى يستطيع إحكام السيطرة عليها ولايسمح لها بأى محاولة ضرر نظرا لأن هذة الكائنات مستغلة بطبيعتها (Opportunistic organisms) فمن الممكن ان تنقلب على الجسم وتسبب أمراضا إذا حدث خلل فى الجهاز المناعى للإنسان او إذا قامت بتغير أماكنها الطبيعية الموجودة بها.
• تقليل نسبة الكولسيتيرول: بعض انواع هذة البكتريا لها القدرة على تقليل نسبة الدهون الضارة فى الدم مثل الكولسيتيرول والدهون ذات الكثافة الصغيرة " LDL "؛ هذة الدهون تلعب دورا مهما فى الترسب داخل جدران الشرايين مسببا مايعرف بتصلب الشرايين (Atherosclerosis) وجميع الأمراض المصاحبة له مثل إرتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والاوعية الدموية.

بعض أنواع البكتريا الاخرى لا توجد داخل الإنسان ولكنها تلعب أدورا مهمة وذات صلة مباشرة به؛ مثل بعض سلالات البكتريا التى تستخدم فى تصنيع المضدات الحيوية واخرى تستخدم فى عمليات التخمر وصناعة الزبادى ومنتجات الألبان المختلفة كما تستخدم الكثير منها فى الكثير من عمليات تصنيع الغذاء المختلفة.

عن الموقع

موقع مختص بكل ما هو غريب ومفيد وممتع من حقائق واسرار تكشف لاول مرة للقارئ مع معلومات مفيدة وغريبة

فيسبوك

تويتر

انستغرام

شارك هذا المنشور

اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

مواضيع ذات صلة