أسوأ شهر بتاريخ أميركا..200 ألف وفاة بثلاثين يوماً

اعلان 780-90

أسوأ شهر بتاريخ أميركا..200 ألف وفاة بثلاثين يوماً

صورة لأحد الفرق الطبية المجندة لمواجهة الأنفلونزا الإسبانية بالولايات المتحدة الأميركية

خلال خريف سنة 1918، مرت الولايات المتحدة الأميركية بأتعس فتراتها. فإضافة لأعداد قتلاها التي كانت تتزايد يوميا بسبب الحرب العالمية الأولى، سجلت البلاد ارتفاعا مذهلا في عدد الوفيات بسبب مرض غريب عرف بالأنفلونزا الإسبانية، وصنّف كثاني أسوأ وباء في تاريخ البشرية بعد وباء الطاعون الأسود الذي ظهر بالقرون الوسطى وفتك بنحو ربع سكان الكرة الأرضية.

مطلع شهر آذار/مارس 1918، سجلت أول إصابة بالأنفلونزا الإسبانية بالولايات المتحدة الأميركية داخل أحد معسكرات تدريب الجيش بولاية كانساس، حيث اشتكى الطباخ ألبرت غيتشل (Albert Gitchell) خلال فترة الصباح من ظهور أعراض الأنفلونزا عليه، ومع حلول المساء ارتفع عدد المصابين داخل المعسكر بشكل سريع وبلغ 108 حالات.

صورة لعدد من الجنود الأميركيين المصابين بالأنفلونزا الإسبانية


وبعد مضي 5 أسابيع، تزايد عدد المصابين ليبلغ ألف شخص، فارق من ضمنهم 47 مصابا الحياة. ومع تواصل ارتفاع حالات الإصابة بهذا المرض المعدي، أصبحت حياة نحو مليون جندي أميركي بمختلف مراكز التدريب مهددة.

وأمام هذا الوضع، انتشرت الشائعات حول أصول هذا المرض، حيث تحدّث البعض عن نقل الغواصات الألمانية لبكتيريا قاتلة بشكل سري نحو الأراضي الأميركية، بينما تحدّث البعض الآخر عن قيام مؤسسة باير (Bayer) الألمانية للأدوية بنشر هذا الوباء عن طريق إضافة البكتيريا القاتلة لتركيبة دواء الأسبيرين.

ولوقف هذه الإشاعات التي هددت الحياة العامة، اتخذت السلطات الأميركية إجراءات قاسية هددت من خلالها بعقوبات قد تصل لعشرين سنة سجنا لكل من يروج للأخبار الزائفة والأكاذيب.

رسم تخيلي لعملية دفن عدد من المصابين بالطاعون خلال العصور الوسطى


ومع تسارع وتيرة تفشي وباء الأنفلونزا الإسبانية، لجأت السلطات المحلية بأغلب المدن الأميركية لإغلاق المدارس والكنائس والمسارح والحانات.

وفي ولاية سان فرانسيسكو هدد القضاء بفرض غرامات مالية بلغت قيمتها 5 دولارات على كل شخص لا يرتدي الأقنعة المصنوعة من الشاش بالأماكن العامة.

ولتهدئة الوضع، أصدرت الإدارة الصحية بالجيش الأميركي بلاغا أعلنت من خلاله عن انتشار البكتيريا المسببة لهذا المرض بأرجاء البلاد، وأكدت على إمكانية التخلص منها خلال دقائق عن طريق التعرض لأشعة الشمس واستنشاق الهواء النقي.

في الأثناء، اعتبرت فيلادلفيا أكثر المدن الأميركية تضررا بسبب الوباء، حيث تجاهل المسؤولون الصحيون بها التحذيرات المتكررة، ووافقوا على إقامة مهرجان محلي بالمدينة حضره نحو 200000 شخص، وبسبب ذلك اكتظ المستشفى بعد أيام وجيزة بالمصابين.

وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1918 فقط، فارق 11000 من سكان فيلادلفيا الحياة بسبب الأنفلونزا الإسبانية.

وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر 1918، تسببت الأنفلونزا الإسبانية بوفاة ما يزيد عن 195000 أميركي، فيما عرف بأسوأ شهر في تاريخ الأميركيين.

وبسبب ارتفاع عدد ضحايا الحرب والوباء تراجع متوسط العمر بالولايات المتحدة الأميركية سنة 1918 من 51 سنة ليستقر عند 39 سنة.

بالتزامن مع تراجع حدّة هذا الوباء خلال عام 1920، أعلنت السلطات الأميركية أن ما لا يقل عن 675000 أميركي قد فارقوا الحياة بسبب الأنفلونزا الإسبانية.
logo
موقع مختص بكل ما هو غريب ومفيد وممتع من حقائق واسرار تكشف لاول مرة للقارئ مع معلومات مفيدة وغريبة
  • فيسبوك
  • تويتر
  • انستغرام
  • اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

    مواضيع ذات صلة

    فتح التعليقات
    إغلاق التعليقات

    0 الرد على "أسوأ شهر بتاريخ أميركا..200 ألف وفاة بثلاثين يوماً"

    إرسال تعليق

    اعلان اعلى المواضيع

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 1

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 2

    header ads

    اعلان اسفل المواضيع

    header ads